حضر جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملك رانيا العبدالله اليوم السبت جلسة (أردن الريادة والإبداع)، ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنعقد في منطقة البحر الميت، والتي أبرزت عناصر البيئة المشجعة للإبداع والريادة في الأردن.
وركزت الجلسة الحوارية التي أدارتها الإعلامية الأمريكية هادلي غامبل مراسلة قناة CNBC على نماذج لقصص نجاح في مجالات: الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتصميم والعمارة، والريادة الاجتماعية، والتمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير البرمجيات.
وشارك في جلسة أردن الريادة والإبداع، رئيس مجموعة إكسبيديا العالمية، أمان بوتاني، والرئيسة التنفيذية لشركة كامن ريم خوري، والرئيس التنفيذي لشركة لوا أحمد مور، والمديرة المشاركة في أسبوع عمان للتصميم عبير صيقلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أسبير جو كوشل شاه، والشريك المؤسس لشركة ميكسد دايمنشنز مهند تسلق.
وبدأت الجلسة بعرض فيلم قصير عن الابتكار في الأردن والعالم في مجالات الطاقة المتجددة، وتطبيقات الطائرات المسيرة، والبحث العلمي في الطاقة النووية للأغراض السلمية، والخلايا الجذعية والطب التجديدي، والألعاب الرقمية والبرمجة، والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، مسلطين الضوء على الأردن كبيئة حافزة للإبداع ومدخل للسوق الإقليمي، وكرائد في قطاعات المركبات الكهربائية وتكنولوجيا الاستمطار، والبيئة التنظيمية المتقدمة التي يوفرها لجذب الحلول الإبتكارية والإبداعية.
كما سلطت الجلسة الضوء على قصص النجاح والخطوات الواجب اتخاذها لتشجيع الرياديين الشباب، وتطوير البنية التحتية والقوانين الداعمة لبيئة الإبداع ، وتكثيف نشاط حواضن ومسرعات الأعمال، وكيفية دخول الأسواق العالمية وجذب استثمارات من رأس المال المغامر.
وخلال الجلسة أعلن أمان بوتاني افتتاح مجموعة إكسبيديا مكتبا لتطوير البرمجيات في العاصمة عمّان سيضم 250 مطورا للبرمجيات ضمن خطط إكسبيديا لضمّ المواهب الأردنية إلى فريق الهندسة في المجموعة ذات الانتشار العالمي.
وأشاد بوتاني بتعامل الحكومة الأردنية مع الشركات من حيث تقديم الدعم الملموس والسريع خاصة في مجال التوظيف، لافتا إلى كفاءة وتنفسية القوة العاملة الأردنية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وخلال مداخلاتها، عبرت ريم خوري عن أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالات تدريب الشباب، موضحة أنه يمكن المواءمة بين المسؤولية الاجتماعية والربحية لدى الشركات.
وحول المهارات الأردنية النامية في مجال تطبيقات الطباعة ثلاثية الأبعاد، بين مهند تسلق أن التطور التكنولجي السريع مكن المواهب الأردنية من المنافسة مع أكثر البيئات الإبداعية في العالم مثل تلك الموجودة في سان فرانسيسكو، لافتا إلى أن فريق عمل شركة ميكسد دايمنشنز حقق 16 براءة اختراع من قبل شباب أردنيين مبتكرين.
وحول تحدي التمويل والاستثمار، أوضح تسلق أن النجاحات الأردنية المتراكمة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والسمعة العالمية للمهارات الأردنية تساهم في تشجيع وجذب المستثمرين إلى الأردن، وهذا من شأنه تعزيز خطط الأردن ليكون مركزا إقليميا للابتكار والإبداع.
المشاركة عبير صيقلي ركزت مداخلاتها على الأثر الكبير للابتكار في مجال التصميم والتصنيع على العمل الإنساني والإغاثي خاصة تأمين اللاجئين بالمأوى، من خلال توفير خيم ذات تصاميم ذكية تستغل الطاقة الشمسية ومياه الأمطار، وهو المشروع الذي تعمل صيقلي على تطويره.
وأوضحت صيقيلي أن احتضان الأردن لأعداد كبيرة من اللاجئين حفزت روح الابتكار لديها لتصميم منتجات وحلول هي الأولى من نوعها تساعد اللاجئين والدول المستضيفة.
كوشال شاه لفت إلى أهمية الابتكار التقني في توليد فرص عمل جديدة وإضافية، مشيرا إلى أن المهارات الأردنية في مجال تصميم البرمجيات تمكِّن المبتكرين الأردنيين، المتشوقين للإبداع، من المنافسة في أكبر الأسوق العالمية مثل الولايات المتحدة.
وأوضح أحمد مور التطورات الحاصلة في مجال تمويل وإقراض الشركات الناشئة والصغيرة، وبين أهمية النظر إلى مبادرات وحلول التمويل على مستوى إقليمي بما يزيد من حجم التمويل وفرص النمو للشركات، واصفا الأردن بالبيئة المثالية لتمويل نشاطات الشركات الناشئة وتمكينها من النمو.
وعرض المشاركون في الجلسة مشروعاتهم وعوامل النجاح التي وفرها الأردن من خلال دعم الابتكار ومواكبة التكنولوجيا الحديثة واعتماد مجموعة من الإجراءات والتسهيلات التي أسهمت في جذب الاستثمار.
ويشار إلى أن عنوان الجلسة الحوارية مستوحى من الحملة الإعلامية الوطنية التي أطلقها الأردن مؤخرا تحت عنوان (أردن الريادة والإبداع)، وتهدف إلى الاحتفاء بإنجازات الشباب الأردني المبدع والمبتكرين ورواد الأعمال المحليين، وترسيخ مكانة الأردن كمركز إقليمي للابتكار، من خلال تسليط الضوء على الابتكارات الأردنية والتقنيات المتطورة والتعريف بالمؤسسات التي تقدم الدعم لروّاد الأعمال الواعدين.
وحضر الجلسة الحوارية عدد من أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين، كما شهدت حضورا عربيا ودوليا عالي المستوى، واهتماما من ممثلي مجتمع الأعمال من المشاركين في المنتدى.